فوائد الجراحة لعلاج البدانة

فوائد الجراحة لعلاج البدانة

ما هي البدانة؟

البدانة هي مرض مزمن يعرف بأنه مؤشّر كتلة الجسم (BMI *)  ≥40 كجم/ م 2. هناك ما يقارب الـ 500 مليون شخص يعانون من البدانة المفرطة و 42 مليون طفل يعانون من البدانة المفرطة تحت سن الخامسة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO).

*(BMI) مؤشّر كتلة الجسم: يمكن أن يعطي مؤشر كتلة الجسم تقريبًا إجمالي الدهون في الجسم ويمكن حسابه على الرابط التالي:

Click Here

BMI= الوزن (كغ) / الطول (م) x الطول (م)

هناك العديد من الظروف الصحية المرتبطة بالبدانة، بما في ذلك:

–          داء السكري من النوع 2،

–          مرض القلب وإنسداد الشرايين،

–          السكتة الدماغية،

–          السرطان (سرطان الثدي والقولون والرحم)،

–          هشاشة العظام،

–          مرض الكبد،

–          توقّف التنفس أثناء النوم،

–          الكآبة،

–          العقم (عند الرجال والنساء)،

يرتفع خطر الاصابة بمضاعفات مع زيادة نسبة البدانة. يمكن لفقدان الوزن أن يقلل من هذا الخطر أو يحسّن الحالات الطبيّة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري. ومع ذلك، قد تكون الأدوية والتغييرات في نمط الحياة لمحاولة فقدان الوزن، غير فعالة في كثير من الحالات للأفراد الذين يعانون من البدانة المفرطة.

كيف يمكننا معالجة البدانة؟

يمكننا معالجة البدانة بعدّة طرق:

–          يتطلب اتّباع نظام غذائى شديد مع ارادة قوية للتوقف عن تناول الأطعمة والحلويات غير الصحية، والتي تعد السبب الرئيسي للبدانة.

–          يمكن أن يساعد اتباع نظام غذائي صحي على فقدان الوزن ولكنه لا يساعد على إنقاص الوزن الزائد من الدهون، لذلك يجب على المرضى الذين يعانون من مؤشر كتلة الجسم ≥40 كجم/ م 2 التفكير في الخضوع إلى جراحة لعلاج البدانة.

الأشخاص المرشحين لإجراء العملية الجراحية لعلاج البدانة هم:

·         الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم ≥40 كجم/ م 2 دون أي حالة طبية و / أو مرض

·         الأشخاص الذين لديهم مؤشر كتلة الجسم 35.0 إلى 39.9 كجم/ م 2 مع حالة مرضيّة واحدة على الأقلّ بما في ذلك لا تقتصر على:

–          داء السكري من النوع 2،

–          توقّف التنفس أثناء النوم،

–          ارتفاع ضغط الدم،

–      إرتفاع نسبة الدهون،

–          متلازمة نقص التهوية بسبب البدانة

–          مرض الكبد الدهني غير الكحولي

–          إلتهاب كبد دهني غير كحولي

–          مرض الجزر المعدي المريئي

–          الربو

–          مرض الركود الوريدي

–          التهاب المفاصل المنهك

–          نوعية حياة ضعيفة

ما هي جراحة البدانة؟

تشمل أهداف جراحة البدانة إنقاص الوزن إلى أقصى حد والحفاظ أو الحصول على صحّة غذائية. يتمّ تحقيق هذه الأهداف مع منع نقص المغذيات وفقدان الوزن بشكل سليم.

يعرف أنّ جراحات البدانة، مثل

Roux-en-Y gastric bypass (RYGB) ، Mini-gastric bypass، biliopancreatic diversion with duodenal switch (BPD/DS،

 تسبب سوء امتصاص المغذّيات. تعمل هذه الإجراءات على تحويل الجهاز الهضمي وتجاوز المعدة مباشرة إلى الأمعاء.

إنّ إجراء استئصال المعدة (Sleeve Gastrectomy) هو عبارة عن استئصال ¾ من المعدة بطريقة عاموديّة. أنها لا تشمل تغيير المجرى المعوي ولا تؤدّي إلى سوء امتصاص المغذّيات.

يقرر الجراح نوع العملية الجراحية الضرورية بناءً على حالة المريض. نظرًا لأن السمنة هي عامل خطر ينتج عن سوء التغذية، يجب فحص جميع المرضى قبل الجراحة.

ما هي توصيات التعافي والنظام الغذائي بعد الجراحة؟

يمكن لأي إجراء لعلاج البدانة أن يؤدي إلى سوء التغذية إذا لم يتم اتباع نظام غذائي مناسب. يمكن أن يتسبّب النقص الغذائي بعد الجراحة في انخفاض المدخول الغذائي، سوء الامتصاص ومكملات غير كافية (الفيتامينات والمواد المغذّية …). يعتمد النظام الغذائي بعد جراحة علاج البدانة على منهج مرحليّ مع التركيز على الاحتياجات الغذائية في كل مرحلة من مراحل الشفاء وفقدان الوزن. سيستفيد جميع مرضى بعد جراحة علاج البدانة من خطة استرداد غذائي جيدة التخطيط تضمن الشفاء المناسب وتطور عادات الأكل الصحية مدى الحياة.

النظام الغذائي بعد الجراحة

يتم توجيه المرضى الذين يخضعون لإجراء RYGB أو SG إلى التالي:

–          أول أسبوعين بعد الخروج من المستشفى: تناول السوائل فقط. إستهلاك 64 أونصة (1.89 لتر) من السوائل الصافية يوميًا لأن جفاف الجسم هو سبب شائع لإعادة الدخول إلى المستشفى.

–          الأسبوعين التاليين: يُنصح بإتّباع حمية غذائيّة مهروسة (طعام مهروس وطري) أو سوائل كاملة.

–          الشهرين المقبلين: نظام غذائي طري (خضروات مسلوقة ، موز ….).

–          الشهر الثالث بعد الجراحة: يمكن للمريض اتباع نظام غذائي عادي.

تحدّد العادات الغذائية الصحّية مدى الحياة عن طريق إصرار المريض واستعداده وقدرته على الالتزام بأسلوب حياة صحي والحفاظ على وزن صحّي مستقرّ بعد العملية الجراحية.

خلال أوّل 30 يومًا بعد جراحة علاج البدانة، يجب على جميع المرضى تناول الفيتامينات والمكملات المعدنية يوميّاً.

هل تؤثر جراحة البدانة على حصاة المرارة؟

التحصّ الصفراوي (ما يعني تشكيل حصاة المرارة) هو واحد من المضاعفات العديدة المتأخرة بعد جراحة علاج البدانة. بما أن فقدان الوزن السريع يمكن أن يساهم أيضًا في تطوير حصاة المرارة عن طريق زيادة التسمم بسائل المرارة، يتطوّر التحصّ الصفراوي عند 38 ٪ من المرضى في غضون ستّة أشهر بعد الجراحة، و 41 ٪ من المرضى يشعرون بأعراضه.

يمكن معالجة هذه الحالة عن طريق إجراء استئصال جراحي للمرارة أثناء جراحة علاج البدانة أو بعدها. يتم اتخاذ هذا القرار من قبل الجراح، بناءً على حالة المريض. يوصي الجراحون بإجراء إستئصال المرارة أثناء جراحة لعلاج البدانة إذا كان المريض يعاني من حصوات المرارة قبل الجراحة.

هل يمكن لجراحة البدانة أن تساعد في علاج العقم؟

يمكن أن تؤدّي البدانة إلى إباضة غير منتظمة أو فشل إباضة، بالإضافة إلى انخفاض نسبة الاستجابة لعلاج الخصوبة. أضف إلى ذلك إن النساء اللواتي لديهم دورة المنتظمة ويعانين من البدانة سيواجهن صعوبة في الحمل على الرغم من جماع جنسي متكرر ومنظّم. تقلّل البدانة أيضاً من نسبة الخصوبة عند الذكور.

فقدان الوزن سواء باللجوء إلي جراحة أو دونها يمكن أن تحسن نسبة الخصوبة.

تتراوح معدلات العقم بين 15 إلى 44٪ عند النساء البدينات، وفقًا لموقع Uptodate.com عام 2017. يحسّن فقدان الوزن بعد الجراحة التغيرات الهرمونية المتعددة، المرتبطة بمتلازمة تكيس المبايض (PCOS) (مقاومة الأنسولين، مستويات الأندروجين). قد تؤدي التغيرات الهرمونية إلى زيادة نسبة الخصوبة وإمكانية الحمل، ولكن من المهم الإشارة إلى أن جراحة علاج البدانة لا يشار إليها كعلاج أولي للعقم عند النساء البدينات.

لا يزال الإخصاب في المختبر (IVF أي طفل الأنبوب) هو العلاج الأكثر أمانًا ونجاحًا والموصى به لعلاج العقم. تجدر الملاحظة أن العديد من التغييرات الجسديّة والفسيولوجيّة تحدث بعد جراحة علاج البدانة، التي يمكن أن تؤثر على امتصاص الأدوية المتعلقة بدورة علاج التلقيح الاصطناعي.

الحمل بعد إجراء معالجة البدانة

يوصى بتأخير الحمل لتقليل التأثير المضرّ المحتمل لنقص التغذية بعد جراحة علاج البدانة، لتعزيز عمليّة جراحيّة ناجحة والتعافي مع نتائج دقيقة لإنقاص الوزن. يوصى بأن تؤخر النساء الحمل لمدة 12 شهرًا بعد جراحة علاج البدانة، لتحسين فقدان الوزن على المدى الطويل، لأن خلال هذا الإطار الزمني تفقد النساء معظم الوزن الزائد ويستقر الوزن. سيتيح هذا الإطار الزمني للمريض الشفاء التام، والتمتّع بنمط حياة صحي متوازن ومقدار غذائي متوازن لتعزيز حمل صحي.

من المهم جدّاً لأي مريض قبل أي علاج أو تناول دواء أو عملية جراحية، أن يعلم الجرّاح الإختصاصيّ عن تاريخه الطبي بالتفصيل، من أجل فهم المخاطر المرتبطة بأي إجراء ووصفة طبيّة. تتراوح المضاعفات بين القضايا الإنجابية والحوادث التي تهدد الحياة تعتمد على الصدق والدقة في التواصل بين المريض مع طبيبه.

دكتور رجا واكيم

جراحة عامة وجراحة البدانة

رئيس قسم الجراحة العامة في مستشفى جبل لبنان

رئيس سابق ومؤسّس للاتحاد الدولي لجراحة البدانة والإضطرابات الغذائيّة الأيضيّة – فرع لبنان IFSO


Leave a reply